–إن شاء الله تعالى- أول يوم في رمضان، في مثل هذا اليوم منذ حوالي ألف
وأربعة مائة وثلاثون عاماً خطب رسول الله خطبة بليغة حفظتها كتب السنة
o عن سلمان الفارسى –رضى الله عنه- قال: خطب رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم،
شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: ليس كلنا
يجد ما يفطر الصائم . فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
رواه البيهقي وابن حبان
اذن في هذه الخطبة وصف الرسول شهر رمضان بأنه شهر مبارك، شهر كله بركة لذلك تجد الكثيرين بداية هدايتهم في شهر رمضان، أو كان شهر رمضان هو سبب هدايتهم
"شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر" طبعاً
هي ليلة القدر، وليلة القدر سميت بهذا الإسم لأن قدرها عظيم، وهي خير من
ألف شهر، يعني عبادة هذا الليلة خير من عبادة ألف شهر ، وألف شهر يعني أكثر
من ثلاثة وثمانون عاماً، يعني اذا عبدت الله تعالى في هذه الليلة فكأنك
عبدته تعالى أكثر من ثلاثة وثمانون عاماً
" جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا" قيام ليله اللي هيه صلاة التراويح، أو صلاة القيام، كل هذه –حتى لا يختلط علينا الأمر- كل هذه مسميات لعبادة واحدة، وهي قيام الليل
" من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه" نحن
نعلم أن ثواب الفريضة أكبر دائماً من ثواب النافلة، وهي أقرب إلى الله
تعالى وأحب إليه، يقول تعالى في الحديث القدسي "ما تقرب إلىَّ عبدي بشيء
أحب إلىَّ مما افترضته عليه" فأنت عندما تؤدي نافلة في رمضان، فكأنك أديت
فريضة في غير رمضان
طب الذي يؤدي فريضة " كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه"وهذا من بركة شهر رمضان، إحنا قلنا " شهر مبارك"
"وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة" وقد قلنا لأن "الصوم هو نصف الصبر" وقال تعالى "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" ولذلك قال "والصبر ثوابه الجنة"
"وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما" يكون له ثلاثة جوائز "مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء" يعني من أجر الصائم
" قالوا: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم" يعني رجل فقير، أو طالب لسه في المدرسة أو الجامعة "فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن"
يعني مجرد بق لبن، عاوز تصوم شهر رمضان مرة ومرتين وثلاثة، فطر صائم،
اشترى كيلو سمن وكام كيلو رز ومكرونة وزيت واعمل شنطة واديها لأسرة محتاجة،
شوف الشنطة دي حتفطر كام شخص، وحتفطر كام يوم، واحتسب هذا الثواب عند الله تعالى، اعزم رحمك، أقاربك، ابيك وأمك وأخوتك ومعارفك،
وخلي نيتك أن تفطر صائم، ست البيت وهي في المطبخ، انتي عاوزة تقعدي في
المطبخ كل هذا الوقت وفي رمضان دون أن تحصلى ثواباً، لأ وانتي بتطبخي خلي
نيتك أنك تفطرين صائماً، بدل ما تتخنقي مع جوزك انه عزم أهله أو عزم
أصدقاءه، أنتي ترحبي بذلك لأن في ذلك مغفرة لذنوبك وعتقاً لرقبتك من النار،
ولك مثل أجر الصائم
"وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار" طبعاً حافطينها دي، أول عشرة أيام هي أيام الرحمة، وبعد كده ثاني عشرة أيام هي أيام المغفرة، وآخر ثلاثة أيام هي أيام العتق من النار،