منتدى فتيات المستقبل
يَ آههلين وسهلين ..
نورتِي المنتدى يَ قميلة القمييلآت :$ !
تفضلي بالتسجيل والآستمتآع معنآ ,, <33

# الآدآره ةة َ
منتدى فتيات المستقبل
يَ آههلين وسهلين ..
نورتِي المنتدى يَ قميلة القمييلآت :$ !
تفضلي بالتسجيل والآستمتآع معنآ ,, <33

# الآدآره ةة َ
منتدى فتيات المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فتيات المستقبل



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 اساليب الدعوة

اذهب الى الأسفل 
+4
بنوتهـ كيوت
‏Dαиģeяous giяl =p
بنوتهـ نايس
نوارهـ
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الأربعاء فبراير 24, 2010 1:48 am

أساليب الدعوة :

لقد عني العلماء بدراسة أساليب الدعوة، ومن هذه الدراسة تقسيمهم هذه الأساليب إلى خبرية، وإنشائية، وجدلية، وبراهينية، وقصصية.. إلى آخر هذه التقسيمات التي حفلت بها كتبهم قديماً وحديثاً. وهي تقسيمات تدور حول الألفاظ، والجمل، والتراكيب اللغوية والأدبية.

ونستطيع هنا أن نضيف تقسيماً آخر لهذه الأساليب، وهو يدور حول المعنى والمضمون الديني فإذا اشتمل الأسلوب على معنى من معاني الإيمان مثلاً فهو أسلوب إيماني، وإذا دار حول معنى عبادة من العبادات يبين أمرها، وحكمها.. فهو أسلوب عبادي. وإذا اشتمل على أحكام تشريعية أو خلقية، أو جهادية.. فهو أسلوب تشريعي، أو خلقي أو جهادي...

وهكذا تظهر لنا أساليب عقائدية، وعبادية، وتشريعية في حقل الدعوة وأساليبها. على أن كلاً من هذه الأساليب سيظهر في صور متعددة، وفنون مختلفة، كفنون القصة والمثل، والمجادلة وما إليها من الأساليب التي أشرنا إليها قبلاً.

وفي هذا النهج محاولة لضبط أساليبها، وتوضيح معانيها وتكاملها.

1- ما هو أسلوب الدعوة؟

والمراد بأسلوب الدعوة هنا ما بلغت به أوامر الله تعالى وإرشاداته إلى المدعوين وهو لا يخرج عما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

وهو يجمع على "أساليب" وهو الطريق، والوجه، والمذهب،... وهو الفن: يقال: أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه.

وله تعاريف منها: أنه كلمات مناسبة في مواضع مناسبة. أو هو الفن البياني الذي غايته قوة الأداء مع الصحة، وسمو التعبير مع الدقة وإبداع الصورة وجمالها.

ومنها: أنه الكلام الحسن الذي يصفه بعض علماء البيان بقوله: "يحسن بسلامته وسهولته وفصاحته، وتخير لفظه، وإصابة معناه، وجودة مطالعه، ولين مقاطعه واستواء تقاسيمه وتعادل أطرافه، وتشبه أعجازه بهوادبه، وموافقة مآخيره لمباديه .

هذه هي صفات الكلام الحسن. أما الكلام الأحسن فهو كلام الله نعالى الذي وصفه الله تعالى بقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر آية 23).

ولقد أخذت هذه الأساليب بنفوس الكفرة، وهم أرباب القول، وفحول البيان، فأعجبوا بها، وافتتنوا بجمالها، وشهدوا لها رغم عداوتهم للإسلام وبقائهم على الشرك. روي أن الوليد قال لبني مخزوم: "والله لقد سمعت من محمد -صلى الله عليه وسلم- آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى".

2- خصائص هذه الأساليب:

وأساليب الدعوة جزء من الدعوة، والدعوة هي القرآن الكريم. ومن هنا فهي متعبد بتلاوتها والتدبر فيها: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا... } (محمد آية 24).

- وقد تعهد الله تعالى بحفظها، وجمعها، وبيانها: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة آية 16-19).

- وما دامت من عند الله تعالى فليس فيها تبديل ولا تحريف، وليس لأجد ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أن يغير فيها أو يبدل: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (الحاقة آية 16-19).

- وهي من عند الله تعالى بلفظها ومعناها باللغة العربية: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء آية 192-195).

ولقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحدى أمة البيان والبلاغة والإنس والجن أن يأتوا بمثل القرآن فعجزوا، ثم طلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، ثم طلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، فثبت أنه كلام الله لا كلام غيره: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة آية 23-24).

ولقد ظلت هذه الأساليب تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعاً، وعلى مدى ثلاثاً وعشرين سنة حتى اكتمل نزول القرآن، وهو الموجود الآن في المصاحف والمحفوظ في الصدور. وهي على هذه الكثرة الكثيرة من السور والآيات البينات لم يحصل فيها تناقض واحد، ولا غلط واحد.. وظلت كذلك حتى اليوم وبعد أربعة عشر قرناً هي هي سليمة من أي تبديل أو تحريف.. وذلك بعكس أساليب اليهودية والنصرانية.

وأساليب الدعوة في القرآن على تعدد صورها وألوانها... لم تصطدم مع العلم قديمه وحديثه، العلم الصحيح القائم على المنطق السليم، وأن ما في أحدث نظريات العلم من حقائق عن الكون ومظاهر الحياة المادية والإنسان، والحيوان، والنبات... لا يتناقض مع ما في القرآن الكريم من أساليب، بل هذه الأساليب. بمعانيها العميقة لا زالت ولن تزال تؤيد العلم في اتجاهاته السليمة، واكتشافاته لمظاهر الكون لمعرفة أسراره، وذلك بعكس الأديان الأخرى التي عاشت في صراع مرير مع العلم حتى الآن.

وهذه الأساليب فضلا عن تأديتها مهام العبادات والتكاليف والأحكام الشرعية... هي أساليب جمالية ونصوص أدبية امتاعية، تقوم اللسان، وتعلم البيان، وترقق المشاعر..

وكلما قرئت اطمأنت بها النفوس، واقشعرت منها الجلود خشية لله وخضوعا لعظمته: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد/28)، { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ... } (الزمر/23).

ومن مقومات هذه الأساليب أنها قامت على الحق: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ... } (السجدة/2). وعلى الصدق": {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}(النساء/122).

وعلى الوضوح والإبانة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء/174). وعلى اليسر: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر/17).

وعلى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... } (النحل/125).

وهي أساليب لا باطل فيها: {...لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ... } (فصلت/42). ولا كذب: {...مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى...} (يوسف/111).

ولا عسر ولا حرج: {...وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج...} (الحج/78).

ولا لغو ولا لهو.. {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ...} (الأنبياء/16-18).. ولا خيال، وهو ما يقوم عليه شعر الشعراء، وفن الأدباء، وغيرهما مما يبعد عن الحقيقة ويضرب في أودية الوهم والخرافة.. {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا...} (الشعراء آية 224-227).

ولن يدخل في هذا الخيال ما اشتملت عليه هذه الأساليب من تشبيهات وتراكيب بلاغية لأن هذه وإن احتوت على ضروب من التصويرات فإنما هي لتقريب المعنى وإبرازه في صورة المحسوس، وكشفه، وتوضيحه وإظهار الحقيقة دون زيادة أو نقصان ودون أي معنى خرافي أو أسطوري. لأن كلام الله عز وجل متنزه عن ذلك {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} (الفرقان آية 5-6). وهي أساليب هداية حقيقية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى المثل العليا والحياة الطيبة في أسمى صورها وغاياتها، إنها شفاء للناس، ورحمة للعالمين. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ...} (الإسراء آية 9). {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ..} (الإسراء آية 82).

وليست كأساليب المنافقين، والمبشرين، والمستشرقين.. التي تقدم للناس في صور ظاهرها فيه رحمة وباطنها من قبله العذاب، ظاهرها تعليم، وتطبيب، وبر وإحسان، وباطنها هدم، وكيد، وحرب للإسلام، وليست كأساليب الشيوعية والاستعمار، تنادي بالحريات، وتدافع عن الفقراء وتشيد بالإنسان وتخفي وراءها الدمار والغصب، وسفك الدماء، واحتلال الأوطان، ونهب خيراتها والقضاء على معتقداتها، ومسخ الإنسان آلة لا إرادة لها، وتحقيره، ووأد حريته... ليعيش عيشة الذل والفقر والهمجية.

- وأساليب الدعوة الإسلامية أساليب أدب وعفة.. ليس فيها ما يخدش الحياء أو ينافي الفضيلة، أو يساعد على تحريك الغرائز الحيوانية الممقوتة في الإنسان. وإذا تعرضت هذه الأساليب إلى تصوير بعض المواقف التي تلعب فيها الغريزة الحيوانية بعض أدوارها لإظهار الصراع بين الخير والشر للعظة والتبصرة... فإنها سرعان ما تسد النوافذ التي قد تطل منها تخيلات دنيا، فنراها تنتقل بالنفس على الفور إلى آفاق من السمو والرفعة، وتفتح لها طاقات من النور والروحانية... يتلاشى معها ما قد يكون علق بالنفس من شوائب تلك التخيلات، ففي قصة يوسف عليه السلام هذا الموقف الذي تصوره هذه الآية {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (يوسف آية 23). فهنا تشتمل الآية على عدد من الجمل، نصفها الأول جاء لتصوير موقف امرأة العزيز من يوسف عليه السلام حيث تراوده عن نفسها {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ}، وتسد عليه النوافذ كيلا يهرب منها {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} وتأمره صراحة بفعل الحرام {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} وذكر هذه الأمور قد يفتح باب النفس البشرية أودية من التصورات مما يتوجب على الأسلوب الحكيم أن يطمس هذه التصورات، ويسد هذه الأودية حتى لا تؤثر في النفس أثرها السيئ. وهذا هو ما صنعه القرآن الكريم حيث سارع بإيراد موقف يوسف بعد إيراده موقف امرأة العزيز بدون فصل، وفي آية واحدة، في هذه الجمل الثلاث التي تحمل معاني الخشية من الله، والأمانة على العرض، والحذر من الهلاك... وهي قيم رفيعة، ومثل عليا، وروحانية صافية من شأنها أن تنتقل بالنفس من مواقف المادية والجنسية والمراودة.. إلى آفاق الروحية، والطهر والعفة.. واستشعار النفس للإحاطة الإلهية والمراقبة الربانية والتخوف من الذي لا يغفل عن ظلم الظالمين ولا ينام عن عقاب المعتدين {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.

وهكذا إذا أراد القرآن معالجة مشكلة من المشاكل المتصلة بالإنسان من حيث جانبه الحيواني نراه يبتعد كل الابتعاد عن الخوض في التصورات الجنسية، والإيحاءات النفسية الشريرة، ويوصد الأبواب في وجه الوسواس الخناس {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} (الناس آية 5)، وينأى عن العبارات الفاضحة، والألفاظ الخادشة للحياء، والمثيرة للبهيمية في الإنسان {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل آية 9).

وذلك بعكس أساليب الكتب التي يزعم أصحابها أنها مقدسة، وأنها متصلة بالوحي، إذ أن أساليب هذه الكتب تنطق صراحةً لا ضمناً بألفاظ الفحش، والغزل القبيح، وعبارات الجنس المرذول، وتفتح كل منافذ التصورات الدنيئة والتخيلات السوداء المثيرة للغرائز البهيمية في الإنسان.

وأسوق بعض الأمثلة على ذلك وهي قليل من كثير فيما يلي:

جاء في سفر "نشيد الأنشاد" لسليمان، والمسجل في العهد القديم، وهو الذي يطلق عليه اليهود والنصارى التوراة ويعدونه كتاباً مقدساً ما يلي:

"لقد شبهتك يا حبيبتي بغرس في مركبات فرعون. ما أجمل خديك.. وعنقك" "الإصحاح الأول".

"حبيبي بين ثديي يبيت.. ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة، عيناك حمامتان" "الإصحاح الأول".

"كذلك حبيبي، شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني..." "الإصحاح الثاني".

"ها أنت جميلة يا حبيبتي، فمك حلو، خدك كفلقة رمانة..." "الإصحاح الرابع".

"صوت حبيبي قارعا افتحي يا أختي يا حبيبتي، يا حمامتي قد خلعت ثوبي كيف ألبسه قد غسلت رجلي فكيف أوسخها.. حبيبي مد يده من الكوة فأنت عليه أحشائي، حبيبي بطنه عاج.. ساقاه عمود رخام.. حلقه حلاوة، وكله مشتهيات.." "الإصحاح الخامس".

وهكذا. كتاب ديني، مقدس عند اليهود والنصارى، وهو المرجع الأساسي للديانتين معاً، يقوم على أشعار، وإصحاحات، وعبارات.. من هذا النمط الرخيص المتقدم!!! غزل فاضح، وعبارات مستهجنة، وتصورات جنسية سافلة...!!!

فهل بعد هذا يتعجب متعجي من الدعوة اليهودية إلى التحلل، والإباحية، ونشر الدعارة والفسوق، وإذاعة الرذيلة.. في العالم كله.. على يد كتابهم ومؤلفيهم ورؤسائهم وفلاسفتهم.. وعلى يد فرويد.. وغير فرويد!!!

ومن تحلل في أوربا وأمريكا، وسائر المجتمعات التي تدين بالمسيحية.. ولا تجد غضاضة في إظهار عورات النساء أمام الأجانب، والعلاقات الحرام بين الأنثى والذكر..

والسقوط الخلقي السافر الذي يسود هذه المجتمعات الآثمة الضالة؟؟؟!!!

إن القوم يخلصون لكتابهم، ويحكمون شريعتهم فيما بينهم، وينشرونها على الناس!!!! ولكن: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

إن أساليب الوحي السماوي تفيض حياءً، وأدباً، وعفة.. في ألفاظها، وعباراتها ومعانيها. وهي نور وهداية إلى الخير والفضيلة... ولا صلة لها البتة بالتغزل في أفواه النساء، وخدودهم وبطونهن، وحلوقهن، وسيقانهن، وشهواتهن... على الوجه الحرام الذي يخدش الحياء، ويزري بالفضيلة ويهدم البناء الخلقي الصالح إلى آخر ما جاءت به أساليب اليهودية والنصرانية معاً!!!

3- الأساليب العقائدية ومنهج القرآن في تقريرها:

ونأخذ الآن في أساليب الدعوة في القرآن الكريم بادئين بالأساليب العقائدية فنقول: لقد بدأ ت الدعوة إلى الله تعالى في المرحلة المكية من حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى العقيدة الإسلامية وتقريرها، وتثبيتها في القلوب، واستمرت على هذا النحو طوال هذه المرحلة، والمرحلة التالية وهي المرحلة المدنية، وستظل كذلك إلى ما شاء الله تعالى.

ولا بدع في ذلك: إذ أن البدء بغرس العقيدة في النفس كالبدء بغرس الحبة في الأرض، وهو أول عمل يقوم به من يريد أن يحصد الزرع المثمر. ولا ريب أن ثمار العقيدة هي الأخلاق وتكوين حماة الدعوة وأبطالها، وتربية جنود الإسلام على الصبر والثبات، والتضحية، والصدق والجهاد في الله حق جهاده، لنشر راية الإسلام والدفاع عنها.

وهذا هو ما حدث في الماضي البعيد، على يد الأنبياء والرسل والهداة.. وفي الماضي القريب على يدي النبي الخاتم صلوات الله عليه وسلامه، ويحدث في مختلف مراحل التاريخ على يد دعاة الإسلام الذين لا يبدؤون دعواتهم إلا بالدعوة إلى التوحيد الخالص ومحاربة الشرك والوثنية في شتى صورها. وهذه هي الدعوات الناجحة التي تستقيم بعدها أحوال العباد.

ولقد شبه القرآن الكريم تمكن (لا إله إلا الله) من قلب المسلم، وإثمارها الفضائل والعمل الطيب.. في سائر الأوقات ما دامت على هذا النحو. بالشجرة الطيبة الثابتة الجذور فهي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم آية 24-25).

ولعظيم شأن العقيدة في النفوس، وما يترتب عليها من آثار خطيرة في سائر حياة الإنسان.. فلقد استحوذت أساليبها على نصيب كبير في القرآن الكريم، بل كادت أن تكون كله، إذ أنه ما من جزء أو سورة، أو آية خلت من الدعوة إلى العقيدة صراحةً أو ضمناً.

ولقد جاءت هذه الأساليب متنوعة، وبهذه الكثرة.. لتقرير العقيدة وتثبيتها... من ناحية وبيان أهدافها وأغراضها وآثارها من ناحية أخرى. واتخذ القرآن لبيان ذلك طريقين:

أحدهما: إيجابي، وهو يتمثل في بيان العقيدة الصحيحة، وتفصيل عناصرها، والاستدلالات عليها وبيان آثارها، وصفات أهلها...

وثانيهما: سلبي، ويتمثل في بيان العقائد الفاسدة، وأنواعها، والاستدلال على فسادها وبيان آثارها، وما يتصف به أهلها...

ومن هنا نستطيع القول بأن منهاج عرض العقيدة الإسلامية في القرآن إنما هو منهج كامل واضح، وذلك بتجلية العقيدة بالطريق الإيجابي المتمثل في بيانها وتفصيل أمرها.. ثم بإيراد ما يضادها من العقائد الأخرى الفاسدة، والقرآن بهذا يضع الحقيقتين المتضادتين بجانب بعضهما، ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتضح الليل من النهار، والعمي من الإبصار.. {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ..} (الأنفال آية 42).

وبضدها تتميز الأشياء وهكذا لم يعد هنا عذر لمعتذر، ولا ريبة لمرتاب، إلا من ختم الله على قلبه وجعل الغشاوة على سمعه وبصره.

ولنضرب بعض الأمثال على ما ذكرنا فيما يلي:

فمن الطريق الأول: قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ...} (البقرة آية 285).

وقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} (النبأ آية 17-23).

وقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر آية 49).

وهو لبيان العقيدة، وبيان عناصرها، من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره حلوه ومره.

وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر آية 22-24).

وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص). وقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى آية 11).

وهو لبيان بعض صفاته تعالى، وعلى رأسها الوحدانية، وأنه عز وجل له الأسماء الحسنى وليس كمثله شيء، و: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس آية 82). وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض} (المؤمنون آية 91).

وقوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ... }(يس آية 78-79).

وهو للاستدلال على الوحدانية والبعث.

وقوله تعالى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (البقرة آية 1-5).

وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ...} (التوبة آية 71).

وهو لبيان صفات أهل هذه العقيدة، فهم المهتدون بالقرآن، المتقون لربهم، المقيمون الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بكل ما أنزل الله، والعاملون للآخرة والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والمطيعون لله ورسوله.

وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً...} (النور آية 55).

وقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً...} (نوح آية 9-12).

وهو لبيان أثر العقيدة في الدنيا، من الاستخلاف في الأرض، وتمكين الدين، والقوة والأمن..

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (الأنبياء آية 101-103).

وهو لبيان أثر العقيدة في الآخرة، فالمؤمنون مبعدون عن النار، خالدون في النعيم مستمتعون بما تشتهيه أنفسهم، لا يعتريهم ألم ولا حزن، وهم في جنات عدن ورضوان من الله أكبر.

ومن الطريق الثاني: قوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} (الرعد آية 14).

وقوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} (الأنعام آية 100).

وقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت آية 41).

فالمشركون بالله غيره من الأصنام، والأوثان، والجن، والناس، وغيرهم... على ضلال وعمى، وجهل وغباء.. إذ أنهم يعبدون مالا قدرة له على عمل أي شيء إذ أنه فاقد القدرة والاستطاعة. فأنىّ له ذلك وهو الضعيف الذي لا يمد معبوده بأي نفع، ومن ابتغى نفعاً عند غير الله فكمن يضع كفيه في الماء لتحملا الماء ليشرب. لكن أنىّ له ذلك ويداه مبسوطتان فهيهات هيهات أن يحملا له ماء أو يذهبا عنه ظمأ، وهو كمثل من يحتمي بالضعيف الواهن الذي لا قدرة له على شيء أصلا.

وهو لبيان بعض العقائد الفاسدة وهو الشرك، والاستدلال على فساده وقوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة آية 30-31).

وقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (المائدة آية 73).

وهو لبيان بعض عقائد أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين ينسبون الولد لله سبحانه وتعالى، ويتخذون الإنسان ولياً ورباً، ويعبدون مع الله آلهةً أخرى وهاهم النصارى يكفرون بالله ويقولون عنه أنه ثالث ثلاثة. مع أن الجميع مأمورون بعبادة الإله الواحد، وقد أنذروا من الانحراف عنها.

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} (البقرة آية 204-206).

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ..} (البقرة آية 8-10).

وهو لبيان عقيدة النفاق التي تجعل صاحبها يظهر مالا يبطن، وظاهره حسن، وباطنه سوء، ظاهره الإسلام وباطنه الكفر، يسعى في الأرض فساداً ويهلك الحرث والنسل كدأبه في الحياة، يحسب نفسه على كل شيء لكنه مخدوع مريض فحسبه جهنم ولبئس المهاد.

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ...} (البقرة آية 6-7).

وقوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة آية 96).

وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة آية 78-79).

وقوله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (التوبة آية 67).

وهو لبيان بعض صفات المشركين الذين قست قلوبهم وصمت عن سماع الحق، وبعض صفات أهل الكتاب من اليهود الذين يعبدون المادة ويحرصون على المال بل هم أحرص الناس على حياة ولهذا فهم يكرهون الموت خوفاً من العذاب ولكن هيهات. وبعض صفات المنافقين الذين يسعون في الأرض فساداً حيث ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر ويدعون إلى الباطل.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} (النور آية 39-40).

وقوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (آل عمران آية 112).

وقوله تعالى: {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} (التوبة آية 55).

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (التوبة آية 107).

وهو لبيان آثار العقائد الفاسدة، فالكفار لا وزن لأعمالهم، ولو عملوا خيراً فلا اعتداد به، وهم في ضلال وعمىً لأنهم عبدوا غير الله.[/b:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوارهـ
مشرفة القسم العام
مشرفة القسم العام
نوارهـ


مشآركآتي : 41
»||تاريخ التسجيل♥ : 09/02/2010

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الجمعة فبراير 26, 2010 8:52 am

يعطيكي الف عااااااااااافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوتهـ نايس
مشرفة قسم كراميش
مشرفة قسم كراميش
بنوتهـ نايس


مشآركآتي : 5931
»||تاريخ التسجيل♥ : 11/02/2010
العمر : 28
»||المهنه♥ : طااااااااااااالبه

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1السبت مارس 20, 2010 10:59 am

يسلمووووووووووووووو فطومهــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
‏Dαиģeяous giяl =p
نائبة المديرة1
نائبة المديرة1
‏Dαиģeяous giяl =p


مشآركآتي : 7667
»||تاريخ التسجيل♥ : 20/03/2010
»||المهنه♥ : كل عآم وانتم بخخير :Pp

الآوسمه
 :  

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الإثنين مارس 22, 2010 11:01 am

جزاكـ لله خيرـأـأـأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوتهـ كيوت
« عضوة نشيطة»
« عضوة نشيطة»
بنوتهـ كيوت


مشآركآتي : 4651
»||تاريخ التسجيل♥ : 15/08/2010
العمر : 26
»||المهنه♥ : طالبه في الصف التامن

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:21 am

مشكوووووووووووورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماجى تورز
« عضوة فعآله»
« عضوة فعآله»



مشآركآتي : 200
»||تاريخ التسجيل♥ : 29/10/2010

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 29, 2010 10:56 am

جزاكى الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
.:. لمسآتٍ آنثـىٍ .:.
مشرفة قسم سوالف بنات
مشرفة قسم سوالف بنات
.:. لمسآتٍ آنثـىٍ .:.


مشآركآتي : 4287
»||تاريخ التسجيل♥ : 10/04/2011
العمر : 27

الآوسمه
 :  

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الجمعة سبتمبر 23, 2011 8:31 pm

يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
T N A 7 Ħ !
« عضوة نشيطة»
« عضوة نشيطة»
T N A 7 Ħ !


مشآركآتي : 846
»||تاريخ التسجيل♥ : 16/07/2011

الآوسمه
 :  

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الأحد نوفمبر 20, 2011 2:46 am

اوه اوه يــــــــــــــ ع ــــطيك الـــ ع ــآفيهـ طوووويل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~ ميمو الدميلآآ ~
نائبة المديرة1
نائبة المديرة1
~ ميمو الدميلآآ ~


مشآركآتي : 8879
»||تاريخ التسجيل♥ : 10/07/2011
العمر : 25
»||المهنه♥ : طالبة

الآوسمه
 :  

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الأربعاء فبراير 01, 2012 4:07 pm

يسلموو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://toyory.moontada.net/
~ ميمو الدميلآآ ~
نائبة المديرة1
نائبة المديرة1
~ ميمو الدميلآآ ~


مشآركآتي : 8879
»||تاريخ التسجيل♥ : 10/07/2011
العمر : 25
»||المهنه♥ : طالبة

الآوسمه
 :  

اساليب الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اساليب الدعوة   اساليب الدعوة Icon_minitime1الأربعاء فبراير 01, 2012 4:08 pm

تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://toyory.moontada.net/
 
اساليب الدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرجاء الدعوة وبحق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فتيات المستقبل  :: «المنتدياتَ العآمة ✿ :: ﹁▪ قطوف دآنية ♣-
انتقل الى: